التشيخ المناعي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
التَشَيُّخ المَنَاعِيّ (بالإنجليزية: Immunosenescence) هو مُصطلح يشير إلى التَدَهور التدريجيّ للجهاز المَناعيّ نتيجة التقدّم بالعمر. ويؤثّر على استطاعة الجسم للاستجابة إلى العَدوى وعلى تطوير الذاكرة المناعيّة طويلة الأمَد، خاصّة بواسطة التلقيح. يعدّ عَوَز المَناعة المتعلِّق بالعمر واسع الانتشار ويوجد عند الأنواع (المَخلوقات) قصيرة وطويلة العمر كتابِعٍ لعمرها النسبيّ إلى مَأْموليّة الحَياة (متوسط العمر المتوقَّع) أكثر منه إلى العمر الزَّمَنيّ.
يعتبر عامِلًا رئيسيًّا مُساهِمًا في زيادة تواتُر المَراضَة والوفيّات عند الكبار في السن.
لا يعتبر التشيّخ المناعيّ ظاهِرة عشوائيّة مُتلِفة، بل يعتبر تكرارًا عَكسيًّا لنمط تَطَوُّرِيّ وتخضع معظم المُتَثابِتات (parameters) المتأثّرة به لتحكّمٍ جينيّ (وِراثيّ). ويمكن تصوُّرها أحيانًا كنتيجة للتحدٍّ المستمر في التعرُّض الحَتمِيّ للعديد من المُسْتَضِدَّات مثل الفيروسات والبكتيريا.
نظرة عامة على انحطاط الوظيفة المناعية المتعلق بالعمر
إنّ التشيّخ المناعيّ حالة متعددة العوامِل تؤدّي إلى مشاكل صحية مَرَضيّة مُعتَدّة (هامّة) عديدة عند الأشخاص المُسنِّين، وفيما يلي قائمة ببعض التغيّرات البيولوجيّة المعتمدة على العمر الّتي تساهم في حدوث التشيّخ المناعي: تتناقص قدرة الخلايا الجذعيّة المُكوِّنة للدم على التجدُّد الذاتيّ، فدورها تأمين إمداد منظَّمٍ مدى الحياة من سُلالات الكُرَيَّات البيضاء والّتي بدورها قادرة على التَّمايُز لتكوِّن تَنوُّعًا واسِعًا من الخلايا المَناعيّة المُتخصِّصة (متضمّنةً اللِّمفاويّات، الخلايا التَغَصُّنِيَّة المُقدِّمة للمُستضِد، البَلعَمِيَّات). يعود السَّبب إلى تراكُم الضَرَر التأكسديّ للحَمْض الرِّيْبِيّ النَّوَوِي المَنْزُوع الأوكسِجين (DNA) نتيجة التَشَيُّخ والنَّشاط الخُلويّ الاستقلابيّ
وتَقَاصُر (نقص طول) القُسَيم الطَرَفِيّ (telomere) للصِبْغِيَّات.
هناك انحطاط مَلحوظ في العدد الكلّي للبَلعَمِيَّات عند الأشخاص المُسنِّين، مُترافِق مع تراجُع داخِلِيّ المَنْشَأ للقدرة والنشاط المبيد للجراثيم.
من المعروف أنّ السُميّة الخَلويّة للخلايا الفاتِكة الطبيعيّة وَوظيفة الخلايا التَغَصُّنِيَّة في تقديم المُستَضِد تتناقَص مع التقدّم بالعمر.
إنّ للاختلال المتعلِّق بالعمر للخلايا المتغصِّنة المقدّمة للمُستضد مُقْتَضَيات عميقة في حين يمكن أن يتطوّر إلى عَوَز في المَناعَة المُتَواسَطَة بالخَلاَيا وبالتالي عدم قدرة اللِّمْفاوِيَّات التَّائِيَّة المُسْتَفْعِلَة على تنظيم استجابة مَناعيّة تَلاؤُمِيّة (انظر أدناه).
انحطاط المناعة الخِلطيّة الناجم عن نقص أعداد الخلايا البائيّة المُنتِجة للأضداد مترفقًا مع تَنوُّع غلُوبولينات مَناعِيّة وأُلْفَة أقل.مع تقدُّم العمر، هناك انحطاط في إنتاج كلٍّ من اللِّمْفاوِيَّات السَاذَجة (naive) الجَديدة والأَهْلِيَّة الوظيفيّة للخَلاَيا الذاكِرَة. وساهَم هذا الأمر بزيادة تكرار ووَخامَة أمراض كالسرطان والاضطرابات الالتهابيّة المُزمِنة والعَداوى الاختراقيّة وأمراض المَناعَة الذاتيّة. إنّ مُشكلة العَداوى عند المُسِنِّين هي أنّهم كثيرًا ما يُبدون أعراضًا وعَلامات غير نوعيّة، وغالبًا ما تكون الأدلّة على عدوى بُؤْرِيّة غائِبة أو مَحجوبة من قِبَل حالَة مُزمِنة دَفِيْنة.
وهذا يُصَعِّب التشخيص وبالتالي يُصَعِّب العِلاج.
بالإضافة إلى التغيّرات في الاستجابات المَناعيّة، تُكَرَّس التأثيرات النَافِعة للالتهاب لاستِعدال العوامِل الخطيرة والمؤذية في بداية الحياة وتصبح مُضِرّة في أواخِر سِن البُلوغ في فترة لا يتوقعها التطور إلى حد كبير وذلك وفقًا لنظريّة مُناهَضِة تعدد النمط الظاهري للتشيّخ. علاوةً على ذلك، يجب مُلاحظة أنّ التغيّرات في الحَيِّز اللِّمْفَانِيّ ليست المسؤول الوحيد عن الخَلَل الوظيفيّ للجِهاز المَناعيّ عند المُسِنِّين. ولوحِظَ أنّ إنتاج الخلايا النِقَوِيَّة لا يَنحَطّ مع التقدّم بالعمر، وتصبح البَلاَعِم أقلّ تنظيمًا كنتيجة للتغيّرات البيئيّة.
خلل التنظيم الوظيفي للخلايا التائية كمعلم حيوي للتشيخ المناعيتتأثَّر القدرة الوظيفيّة للخلايا التائيّة بتأثيرات التشيّخ. في الواقع، تكون التبدُّلات المتعلقة بالعمر جَليَّة في كلّ مراحل تطوُّر الخلايا التائيَّة، ممّا يجعلها عاملًا هامًّا في حدوث التشيُّخ المَناعيّ. بعد الولادة، يبدأ انحطاط وظيفة الخلايا التائيَّة بأَوْب (تغيّر ارتداديّ) مُتَرَقٍّ للغدّة الزعتريّة، والّتي هي العضو الأساسيّ لنضوج الخليّة التائيّة بعد أن تُهاجِر الخلايا الطَليعيّة من نقي العظم. يُسَبِّب هذا النقص المُتعلِّق بالعمر لحجم الظِهارة الزعتريّة استنزافًا لعدد الخلايا الزعتريّة (كالخلايا التائيّة غير الناضجة)، وبالتالي تراجُع خَرج الخلايا التائيَّة الساذَجة المُحيطيّة. عندما تنضج الخلايا التائيَّة وتذهب للدوران المُحيطي، تستمر بالخضوع لتغيّرات مؤذية متعلّقة بالعمر بالترافق مع أَوْب زعتريّ متعلِّق بالعمر أيضًا، ويتبعها نقص متعلِّق بالعمر في خرج الغدّة الزعتريّة للخلايا التائيَّة الجديدة، وهذا يترك الجسم خاليًا من الخلايا التائيَّة العَذْراء، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض المُعدية وغير المُعدية.
تتضمّن مُكوِّنات الخليَّة التائيّة المتعلِّقة بالتشيّخ المناعيّ: نقص في نسبة عنقود التمايز4\عنقود التمايز8.التَطوُّر المُعتَل للخلايا الجريبية التائية المساعدة ذات كتلة التمايز4، المسؤولة عن تسهيل النضوج المحيطيّ للخلية البائية، وتوليد الخلايا البلازميّة المُنتجة للأضداد وخلايا الذاكرة البائيّة.نزع مَقدِرات التنظيم داخل الخلويّ لتَحَاس الإشارة.تناقص القدرة على إنتاج اللِّمْفوكينات المُسْتَفْعِلَة.انكِماش تنوُّع قدرة مستقبل الخليّة التائيّة (TcR) على التعرُّف على المُستضِّدات.تنقص الفَعاليّة السامّة للخلايا عند الخلايا التائيّة الفاتكة الطبيعيّة (NKTs).تكاثُر مُعتَلّ في استجابة للتنبيه المُستَضِدّي.تراكُم والتَوَسُّع النَسيلِيّ للخلايا التائيّة الذكِرة والمُسْتَفْعِلَة.الدفاعات المَناعيّة المُعاقَة ضد المِمْراض الفيروسيّ وخاصّةً من قِبَل الخلايا التائيّة السامّة للخلايا ذات عنقود التمايز8.التغيّرات في مُرتَسَم السيتوكين، مثل زيادة طَليعة السيتوكينات الالتهابيّة «المُحيطيّة» الموجودة عند المُسِنِّين.
=====
نخاع العظام من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
نخاع العظم
الاسم العلمي
Medulla ossium💥💥
مثال مبسط من الخلايا في نخاع العظم
تفاصيل
نوع من نسيج حيوي
ترمينولوجيا أناتوميكا 13.1.01.001
FMA 9608
UBERON ID 0002371
ن.ف.م.ط. D001853
ن.ف.م.ط. D001853
[عدل في ويكي بيانات ]
تعديل مصدري - تعديل
نقي العظم أو نخاع العظم هو نسيج حيوي شبه صلب يوجد داخل الأجزاء الإسفنجيَّة من العظام الطويلة ، وهو الموقع الرئيسي لإنتاج خلايا الدم الجديدة «تكوين الدم» عند الطيور والثدييات، يتكون نقي العظم من الخلايا الجذعية المنتجة للدم ونسيج شحمي وأنسجة داعمة أخرى، ويوجد عند البالغين بشكل أساسي في عظام الأضلاع والحوض والقص والفقرات، ويشكل تقريباً 4% من وزن الجسم بشكل وسطي فتقريباً هو يشكِّل 2.6 كغ عند شخص وزنه 65 كغ.ينتج نقي العظم قرابة 500 مليار خلية دموية يومياً والتي تدخل للدوران عبر جيوب وريدية خاصة
، جميع مكونات الدم وخلاياه يتمُّ إنتاجها في نقي العظم ومع ذلك فبعض أنواعها كالخلايا اللمفاوية يجب أن تهاجر خارج نقي العظم إلى الأعضاء اللمفاوية الأخرى لكي تنضج بشكل كامل وتصبح قادرة على القيام بوظيفتها.
يمكن إجراء عمليات جراحية لزرع نقي العظم لعلاج بعض الأمراض الخطيرة مثل بعض أنواع اللوكيميا، ويمكن أيضاً تحويل الخلايا الجذعية في نقي العظم لخلايا عصبية وظيفية متمايزة ، ويمكن استخدامها في علاج العديد من الأمراض المناعية الذاتية والأورام الخبيثة.
البنية النسيجيةيتكوَّن نقي العظم من خليط من العناصر الخلوية وغير الخلوية، مع التقدم بالعمر واستجابةً للعديد من العوامل يتحوَّل نقي العظم عند البشر من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر بحسب نسبة الخلايا المكوِّنة للدم إلى الخلايا الشحمية، وعلى كلِّ حال يبقى التفسير الدقيق والآليات الكامنة وراء تنظيم ذلك غير مفهومة حتى الآن ، تحتوي عظام الأطفال حديثي الولادة على نقي عظم أحمر حصراً، ومع التقدُّم بالعمر يحدث تحوُّل تدريجي نحو نقي العظم الأصفر، وعند البالغين يوجد نقي العظم الأحمر بشكل رئيسي في الهيكل العظمي المركزي كالحوض والقص والأضلاع والفقرات ولوح الكتف وقد يوجد أحياناً في النهايات المشاشية للعظام الطويلة كالفخذ والعضد، أحياناً وخلال ظروف نقص الأكسجة المزمنة يقوم الجسم بتحويل نقي العظم الأصفر إلى نقي عظم أحمر لزيادة إنتاج كريات الدم الحمراء وتعويض نقص الأكسجة.
العناصر المكوِّنة للدممن الناحية الخلوية فإنَّ المكوِّن الرئيسي الوظيفي لنقي العظم هو الخلايا السليفة التي تنضج لاحقاً لتتحول إلى كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والخلايا اللمفاوية، ويحتوي نقي العظم أيضاً على الخلايا الجذعيَّة المكوِّنة للدم والتي تعطي ثلاثة أنواع من خلايا الدم الموجودة في الدوران الدموي وهي: كريات الدم البيضاء، كريات الدم الحمراء، الصفيحات الدموية.
اللُحمةبالإضافة للعناصر المكوِّنة للدم يوجد في نقي العظم لُحمة خلوية أو نسيج داعم يشمل جميع العناصر والأنسجة التي لا تساهم بشكل مباشر في الوظيفة الرئيسية لنقي العظم، ومع ذلك يمكن أن تساهم هذه الأنسجة في تكوين الدم بطريقة غير مباشرة من خلال تأمين بيئة ووسط مغذي وملائم لانقسام الخلايا الجذعية وتكوين الدم، على سبيل المثال فإنَّها تولِّد عوامل تحفيز وتحريض تلعب دوراً هاماً في تشكيل عناصر الدم، تشمل أنواع الخلايا التي تشكِّل لُحمة نقي العظم:
خلايا النسيج الضام التي تدعم إنتاج خلايا كريات الدم الحمراء لأنَّها توفِّر الحديد الضروري لتكوين الهيموغلوبين
الخلايا الشحمية
الخلايا البانية للعظم
الخلايا الهادمة للعظم
الخلايا البطانية الظهارية التي تُشتق من الخلايا الجذعية البطانية الموجودة أيضاً في نقي العظم
الوظيفة
الخلايا الجذعية الميزانشيميةيحتوي نقي العظم على الخلايا الجذعية الميزانشيمية MSCs، والتي تعرف أيضاً باسم الخلايا النسيجية لنقي العظم، هذه الخلايا متعددة الوظائف فيمكن أن تتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، فقد تتحول إلى بانيات عظم، خلايا غضروفية، خلايا شحمية، خلايا ظهارية.
الحاجز الدموي لنقي العظمتُشكِّل الأوعية الدموية في نقي العظم حاجزاً يمنع خلايا الدم غير الناضجة من مغادرة نقي العظم إلى الدوران الدموي، يسمح هذا الحاجز بعبور خلايا الدم الناضجة فقط التي تحتوي على بروتينات خاصة في غشائها الخلوي وبفضل هذه البروتينات الغشائية تعبر الخلايا بطانة الأوعية الدموية إلى الدوران الدموي
، أحياناً تعبر بعض الخلايا الجذعية هذا الحاجز ويتم التعرُّف عليها في الدم.
الدور اللمفاوي لنقي العظميعدُّ نقي العظم الأحمر عنصراً أساسياً في الجهاز اللمفاوي، لأنَّه يعتبر العضو اللمفاوي الأولي الذي يولِّدُ الخلايا الدموية اللمفاوية انطلاقاً من الخلية الجذعية الأساسية في نقي العظم
، العضو اللمفاوي الأولي الآخر هو الغدة الصعترية التي تشارك في إنتاج الخلايا اللمفاوية وتمايزها المُبكِّر، بالإضافة لذلك يلعب نقي العظم دور حاجز ينظِّم عبور الخلايا اللمفاوية إلى الدم المحيطي ويمنع تدفقها بكمية كبيرة إليه.
التوزعهناك توزّع مُعيَّن للخلايا ضمن نقي العظم، حيث تميل أنواع معينة منها للتجمُّع في مناطق محدَّدة من النقي، فمثلاً تميل كريات الدم الحمراء وسليفاتها للتجمُّع حول الأوعية الدموية، بينما تتجمَّع الخلايا المُحبَّبة عند حدود (حافة) نقي العظم.
اعتبارات سريرية
الأمراضيمكن للعديد من الأمراض أن تؤثِّر على نقي العظم، ويمكن أن يحدث خلل في بنيته الطبيعية في سياق: فقر الدم اللاتنسجي، الأورام الخبيثة مثل الورم النقوي العديد، الإصابة بالسل، وكلُّ ذلك يؤدي لانخفاض في إنتاج الخلايا المكونة للدم والصفيحات، كما أنَّ نقي العظم يمكن أن يتأثر أيضاً بأشكال مختلفة من اللوكيميا التي تهاجم الخلايا السليفة تحديداً
، كذلك فإنَّ التعرُّض للإشعاع والعلاج الكيماوي يُدمِّر الخلايا سريعة الانقسام مثل الخلايا الجذعية في نقي العظم، وبالتالي سيؤدي إلى ضعف في جهاز المناعة، وإنَّ العديد من الأعراض التي تحدث بسبب التعرُّض للأشعة سببها التلف الذي يصيب خلايا نقي العظم.
يتطلَّب تشخيص الأمراض التي تصيب نقي العظم أخذ رشافة أو خزعة من النقي، عن طريق إبرة دقيقة مجوفة للحصول على عينة من نقي العظم الأحمر من قمة عظم الحرقفة ويتمُّ هذا الإجراء تحت التخدير العام أو الموضعي.
الاستخدامات العلاجية للخلايا الجذعيةللخلايا الجذعية المأخوذة من نقي العظم مجموعة واسعة ومتنوعة من التطبيقات العلاجية وخصوصاً في مجال زراعة الأعضاء وتجديدها وعلاج العديد من الأمراض والحالات الطبيَّة المعقَّدة.
الاستقصاءات الشعاعيةللاستقصاءات الشعاعية المختلفة دورٌ محدود في تقديم معلومات ومعطيات عن نقي العظم، لأنَّ الأشعة السينية المُستخدمة في التصوير الطبي تخترق الأنسجة الرخوة كنقي العظم ولا تُقدِّم تفاصيل هامة عنها مع أنَّها قد تكشف أي تبدلات موجود في العظام المحيطة بالنقي، في حين أنَّ الطبقي المحوري لديه قدرة أفضل إلى حدٍّ ما على تقييم نقي العظم ودراسته، على الرغم من انخفاض حساسيته ونوعيَّته للآفات التي تصيبه، نقي العظم الأصفر عادة هو منخفض الكثافة حيث تتراوح كثافته على الطبقي المحوري من (- 30 إلى - 100 هاونسفيلد) وهو بذلك يشبه النسيج الشحمي والأنسجة الرخوة، في حين تكون كثافة نقي العظم الأحمر أكبر.إنَّ التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر حساسيةً ودقة في تقييم نقي العظم، لأنَّه يُوضِّح وبدقة التركيب الجزيئي للأنسجة الرخوة، وبالتالي فهو يوفِّر معلومات تفصيليَّة تتعلق بالمحتوى النسبي من الشحوم ضمن نقي العظم، عند البالغين يكون نقي العظم الأصفر هو المسيطر في أغلب العظام وخصوصاً في الهيكل العظمي المحيطي، ويمكن دراسته بدقة عن طريق الطبقي المحوري لأنَّ الجزيئات الشحمية لها إشارة عالية على الزمن T1، أمَّا عند استبدال اللون الأصفر الشحمي بنسيج ذو تركيب خلوي أكثف فإنَّ هذا التغيير يشير عادةً لنقي عظم أحمر طبيعي أو إلى آفات مرضية في نقي العظم أهمها السرطان وعادةً ما يمكن التفريق بين الحالتين باستخدام الرنين المغناطيسي من خلال المقارنة مع الأنسجة الرخوة المجاورة، فكثافة نقي العظم الأحمر تكون عادةً مساوية أو أعلى حتى من كثافة العضلات الهيكلية أو الأقراص الفقرية المجاورة ، يمكن أن يحدث تحوُّل لنقي العظم الأحمر إلى نقي عظم أصفر شحمي مع التقدم بالعمر، على الرغم من أنَّه يمكن مشاهدة هذه الظاهرة على الرنين المغناطيسي في حالات عديدة أخرى كالعلاج الشعاعي والورم النقوي العديد واللوكيميا.
من الناحية النسيجيَّة
يمكن فحص العينات النسيجية المأخوذة من نقي العظم عن طريق الرشف أو الخزعة لدراسة الحالات المرضية المختلفة، يستخدم الفحص النسيجي لنقي العظم في تشخيص العديد من الأمراض بما في ذلك سرطان الدم، والورم النقوي العديد، وحالات فقر الدم المُعقَّدة، ونقص الكريات الشامل «نقص عناصر الدم الثلاثة». إنَّ نقي العظم هو المسؤول عن إنتاج جميع العناصر الخلوية للدم، بما في ذلك الصفيحات الدموية وكريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء، أحياناً يمكن استخلاص الكثير من المعلومات من خلال فحص الدم المحيطي، وأحياناً يكون من الضروري فحص مصدر الخلايا الدموية وأساسها في نقي العظم من خلال خزعة نقي العظم.
زرع نقي العظمإنَّ زرع نقي العظم ببساطة هو أخذ الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم من شخص ونقلها لشخصٍ آخر أو إعادة زرعها في نفس الشخص عند الحاجة لها في وقتٍ لاحق، عندما يكون الآخذ والمُعطي متوافقين نسيجيَّاً فإنَّ هذه الخلايا الجذعية المنقولة ستبدأ في عملها وتنتج الخلايا الدموية، عادةً ما يتمُّ إجراء نقل نقي العظم من شخصٍ لآخر لعلاج حالات مرضيَّة مُعقَّدة مثل الأمراض الخلقية والأورام الخبيثة وأمراض المناعة الذاتيَّة، في البداية يتمُّ قتل خلايا نقي العظم عند الآخذ عن طريق الأشعة أو الأدوية وبعدها يتمُّ إدخال الخلايا الجذعية الجديدة، أحياناً قبل البدء بالعلاج الكيميائي أو الشعاعي للمريض المصاب بالسرطان يتمُّ أخذ بعض الخلايا الجذعية من نقي العظم لديه وإعادة زراعتها لاحقاً بعد انتهاء العلاج لاستعادة جهاز المناعة الذي يدمره العلاج الشعاعي والكيميائي عادةً.كذلك يمكن تحفيز الخلايا الجذعية لنقي العظم لتتمايز إلى خلايا عصبيَّة لعلاج بعض الأمراض العصبية، وأحياناً يمكن استخدامها لعلاج بعض الأمراض الأخرى كأمراض الأمعاء الالتهابية، في عام 2013 وبعد العديد من الأبحاث والتجارب السريرية اقترح العلماء أنَّ زرع نقي العظم يمكن استخدامه لعلاج فيروس نقص المناعة «الإيدز» بالاشتراك مع مضادات الفيروسات، ولكنَّ الأبحاث بيَّنت أن فيروس الإيدز لا يزال موجوداً في أجسام المرضى الذين تمَّ إجراء الزرع لهم.
قطف الخلايا الجذعيةعادةً ما يتمُّ قطف الخلايا الجذعية «أخذها من المتبرع» من نقي العظم الأحمر الموجود في قمِّة عظم الحرقفة تحت التخدير العام غالباً، ويعتبر هذا الإجراء بسيطاً نسبيَّاً ولا يحتاج للخياطة بعده، وأحياناً يتمُّ إجراؤه بطريقة جراحيَّة ويتطلَّب فترة مكث في المشفى تتراوح من يوم إلى يومين.من الخيارات الأخرى المطروحة استخدام أدوية معيَّنة تُحفِّز إطلاق الخلايا الجذعية من نقي العظم إلى الدم المحيطي، وهناك يتمُّ استخراجها عن طريق قثطرة وريدية وتصفيتها من بقية العناصر الدموية، قد يتمُّ أيضاً أخذ نقي العظم من القص أو من عظم الظنبوب عند الرضع، أما عند حديثي الولادة فيمكن أخذ الخلايا الجذعية من الحبل السري.
السجل الأحفوريبحسب السجل الأحفوري قد يكون نقي العظم قد تطوَّر لأول مرة في أحد أنواع أسماك ما قبل التاريخ التي تُعرف Eusthenopteron و ظهرت قبل حوالي 370 مليون سنة، حيث تمَّت دراسة الهياكل العظمية المتحجرة لهذه الأسماك بالأشعة السينية والطبقي المحوري وتبيَّن وجود تجاويف كانت مملوءة بنقي العظم ضمن عظامها، لاحقاً ظهر نقي العظم عند الفقاريات والثدييات الأكثر تطوُّراً.
نقي العظم كغذاء
يستخدم نقي عظم الحيوانات كغذاء من قبل البشر على نطاق عالمي واسع، وقد استخدمته العديد من الحضارات كغذاء عبر التاريخ لأنَّه مصدر غني بالشحوم والطاقة، في أوروبا في القرن الثامن عشر كان هناك أداة خاصة تدعى مغرفة النقي تصنع من الفضة وتستخدم خصوصاً لتجريد العظم من النقي ورغم ذلك فإنَّ استخدام نقي العظم كغذاء ما يزال محدوداً وغير شائع في العالم الغربي.
أمَّا في فيتنام اليوم فيستخدم نقي العظم البقري ضمن العديد من الشوربات الشعبية، ويدخل كمكوِّن رئيسي في حساء البقول في الفلبين، ويعتبر أيضاً طبقاً أساسياً في العديد من الدول الشرقية الأخرى كأندونيسيا والهند وباكستان، في الصين يستخدم نقي العظم المستخرج من ظنبوب الخنزير لصنع الحساء ويتم استخراج النقي عن طريق عيدان تناول الطعام، ويدخل نقي العظم أيضاً في العديد من الوجبات المختلفة في دول العالم الأخرى كهنغاريا وإيطاليا وإيران ونيبال وحتى عند سكان آلاسكا الأصليين.
انظر أيضاخلية نخاعية
فشل النخاع العظمي
====
الغدة الزعترية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
غدة زعترية أو غدة تايموس
💥
Thymus
💥
الغدة الزعترية لجنين في أوانه (الأوان الطبيعي للمخاض) تظهر مكشوفة في موقعها
تفاصيل
الشريان المغذي مشتقة من: الشريان الثديي الغائر، الشريان الدرقي العلوي، الشريان الدرقي السفلي
الأعصاب المبهم
تصريف اللمف العقد الليمفية الرغامية القصبية، العقد اللمفية المجاورة للقص
سلف الجيبة الخيشومية الثالثة
نوع من أنسجة ليمفية
معرفات
غرايز ص.1273
ترمينولوجيا أناتوميكا 13.1.02.001
FMA 9607
UBERON ID 0002370
ن.ف.م.ط. [1]
ن.ف.م.ط. D013950
دورلاند/إلزيفير 12807749
[عدل في ويكي بيانات ]
تعديل مصدري - تعديل
الغدة الزعترية أو الغدة السعترية أو غدة التوتة أو الغدة التيموسية (بالإنجليزية: Thymus) هي غدة صماء تقع على القصبة الهوائية أعلى القلب خلف عظمة القص، تكون كبيرة لدى الأطفال وتستمر في الضمور طوال سن المراهقة لان حجمها يتناقص عندما تبدأ الغدد التناسلية بالنضج والإفراز، تفرز هذه الغدة هرمون ثيموسين Thymosin الذي ينظم بناء المناعة في الجسم ويساعد على إنتاج الخلايا اللمفاوية ويشرف على تنظيم المناعة في الجسم.
ويتم فيها تمايز خلايا T.
البنيةتكون الغدة الزعترية عند الأطفال رمادية اللون، وناعمة، وسطحها مفصص، ويبلغ طولها عند الولادة حوالي 4 إلى 6 سم، وعرضها 2.5 إلى 5 سم، وسماكتها نحو 1 سم، ويزداد حجمها حتى سن البلوغ، ويصل وزنها حتى 40 غرامًا، من ثم يبدأ بالانخفاض في عملية تدعى الأَوب.
تتكون الغدة من فصين يلتقيان على الخط المتوسط العلوي، وتمتد من أسفل الغدة الدرقية في الرقبة حتى أسفل الغضروف الضلعي الرابع، وتقع الغدة تحت القص، وفوق التامور، ويفصلها عن القوس الأبهرية، والأوعية الكبرى طبقة من اللفافة، ويمر أحيانًا الوريد العضدي الأيسر ضمن الغدة الزعترية، وفي الرقبة تتوضع أمام وجانب الرغامى.
التشريح المجهري
تتكون الغدة الزعترية من فصين يندمجان مع بعضهما في الوسط، وتكون مُحاطة بمحفظة تمتد مع امتداد الأوعية الدموية داخلها، وتتكون الفصوص من القشر الخارجي الغني بالخلايا، واللب الداخلي الأقل كثافة، وتنقسم الفصوص إلى فصيصات أصغر منها بقطر يصل من 0.5 حتى 2 ملم.
الخلايا الرئيسية التي تكوّن القشر هي الخلايا التوتية، والتي تدعمها بشكل كامل خلايا شبكية متفرعة، ويوجد هذا النوع من الخلايا داخل اللب أيضًا، وتُشكّل هذه الشبكة ما يُعرَف بالغِلالة البرّانية للأوعية الدموية التي تدخل إلى القشر عبر الحاجز قرب منطقة الوصل بين اللب والقشر.
تكون شبكة الخلايا الشبكية في اللب أكثر خشونة مما هي عليه في القشر، وعدد الخلايا اللمفاوية أقل نسبيًا، ويوجد أجسام متحدة المركز تشبه العشّ، وتدعى بجسيمات هاسل، وهي عبارة عن دوائر متحدة المركز من الخلايا الظهارية التي يزداد عددها خلال الحياة، إذ تُشكّل بقايا الأنابيب الظهارية التي تشكّلت من الجيبة البلعومية (أو الجيب الغلصمي) الثالثة للجنين، التي شكّلت الغدة الزعترية، ويوجد داخل لب الغدة عدد قليل جدًا من الأوعية.
التوعية الدموية والتعصيب
تتفرع الشرايين التي تغذي الغدة الزعترية من الشرايين الصدرية الغائرة، والشرايين السفلية للغدة الدرقية، وقد يشارك أحيانًا فرع من الشريان الدرقي العلوي في التروية. تدخل الشرايين إلى الغدة الزعترية عبر حواجز المحفظة لتصل إلى المنطقة التي تفصل بين القشر واللب، وتدخل إلى الغدة، أو أحيانًا تعبر الشرايين المحفظة بشكل مباشر إلى داخل الغدة.
تصبّ أوردة الغدة الزعترية على الوريد العضدي الأيسر، والأوردة الصدرية الغائرة، والأوردة الدرقية السفلية، وتصب أحيانًا بشكل مباشر على الوريد الأجوف العلوي.
لا تسير الأوعية اللمفية بعيدًا عن الغدة الزعترية، إذ ترافق الشرايين، والأوردة، وتنزح اللمف إلى العقد اللمفية جانب القصية، والعضدية الرأسية، والرغامية القصبية.
أما بالنسبة للتعصيب، فتُعصّب الغدة الزعترية من العصب المبهم، والسلسلة الودية الرقبية، وتصل عدة فروع من الأعصاب البطنية حتى محفظة الغدة دون أن تدخل إليها، وما يزال دور هذا التعصيب غير مفهوم بدقّة.
الاختلافيختلف الفصّان عن بعضهما بالحجم قليلًا، وقد يكونان ملتحمان، أو مُنفصلان، وقد نجد أنسجة غدية زعترية مُبعثرَة على، أو حول الغدة نفسها.
التطوّر
تملك الخلايا، والظهارة الغدية الزعترية أصولًا تطورية مختلفة، إذ تتطور في البداية الأنسجة الظهارية الغدية للتيموس كتنبُّتين على جانبي القوس البلعومية الثالثة، وتتطور أحيانًا أجزاء من الغدة الزعترية انطلاقًا من الجيبة البلعومية الرابعة.
تشكل الظهارة فصيصات ناعمة، وتتطور إلى بنية شبيهة بالإسفنج، وخلال مرحلة التطور هذه، تهاجر سلائف الخلايا المكونة للدم من نخاع العظم إلى الغدة الزعترية، ويعتمد التطور الطبيعي على حدوث تفاعل بين النسيج الظهاري الغدي، والخلايا المكونة للدم التي هاجرت إلى الغدة، أيضًا فعنصر اليود ضروري من أجل التطور الطبيعي، ونشاط الغدة الزعترية.
الأوب
يستمر نمو الغدة الزعترية بعد الولادة ليصل إلى الحد الأقصى في نهاية السنة الأولى من العمر، وتكون أكثر نشاطًا عند الأجنة وحديثي الولادة، من ثم يبدأ حجمها ونشاطها بالانخفاض، وبعد السنة الأولى من العمر يبدأ عدد الخلايا اللمفية فيها بالانخفاض ايضًا، تنمو المنطقة من التيموس المحيطة بالأوعية الدموية بشكل متناسب في الحجم، بينما ينقص حجم المساحة التي تحوي على النسيج الظهاري التيموسي الحقيقي، ويملأ النسيج الضام جزءًا من الغدة الزعترية، وخلال الأوب ينقص حجم، ونشاط الغدة الزعترية.
تكون الخلايا الدهنية موجودة في الغدة عند الولادة، لكن سيزداد حجمها، وعددها بشكل ملحوظ بعد البلوغ، إذ تغزو الغدة بدءًا من الجدران بين الفصيصات أولًا، ثم إلى القشر، واللب، وتستمر هذه العملية مع التقدم بالسن، حتى يصعب تحديد موقع الغدة بالعين المجردة، أو حتى بالمجهر.
وسبب هذا الضمور هو زيادة تراكيز الهرمونات الجنسية في الدوران، وسيؤدي الإخصاء الكيميائي، أو الفيزيائي (الجراحي) إلى زيادة نشاط، وحجم الغدة الزعترية.
وظيفة الغدةالخلايا التائية جزء مهم من الجهاز المناعي الذي يؤثر على المناعة الخلوية، وتنضج هذه الخلايا داخل التيموس، إذ تبدأ الخلايا التائية من سلائف مكوّنة للدم من نقي العظم (أو نخاع العظم)، ويشار لها باسم الخلايا التوتية، تُهاجر هذه الخلايا إلى الغدة الزعترية، لتبدأ فيها عملية النضج، التي تتضمن تأكّد الخلايا من قدرتها على الارتكاس للمستضدات، لكن مع ضمان عدم ارتكاسها لمستضدات أنسجة الجسم، وبمجرد نضج هذه الخلايا ستهاجر من التيموس.
القشر هو المكان الأول الذي تبدأ فيه عملية تطوّر الخلايا التوتية، إذ يُعاد فيه ترتيب مستقبلات جينات الخلايا التائية، وتُنتقى أثناء ذلك الخلايا التي حدث فيها إعادة الترتيب، ويحدث في اللب العمليات الباقية، كالتخلّص من الخلايا التائية ذاتية المناعة.
يُبنى مخزون الجسم من الخلايا التائية في وقت مبكر من الحياة، لذلك تتناقص وظيفة الغدة الزعترية عند البالغين، وتضمر لتصل إلى درجة يصعب التعرّف عليها عند كبار السن، وقد ارتبط فقدان وظيفتها المناعية عند كبار السن بحدوث الإنتانات، والسرطانات.
تُطلَق الخلايا التائية التي تجتاز مراحل النضج داخل التيموس إلى الدم لأداء مهامها المناعية الحيوية.
تفرز الغدة الزعترية أيضًا هرمونات، وسيتوكينات تنظّم نضج الخلايا التائية، بما في ذلك التيمولين، والتيموبويتين، والتيموسينات.
الأهمية السريرية للغدة
الجهاز المناعي هو جهاز تفاعلي متعدد المكونات، ويحمي المضيف من الإنتانات المختلفة، وفي حال اضطراب أداء هذا الجهاز لوظائفه سيؤدي إلى عدم راحة المريض، أو إصابته بالأمراض، أو حتى موته، وقد يتظاهر الخلل فيه بأحد الأشكال الرئيسية التالية: فرط الحساسية (أو الأرجية)، أو أمراض المناعة الذاتية، أو العوز المناعي.
فرط الحساسية
السبب في فرط التحسس هو حدوث استجابة مناعية شديدة وغير طبيعية لمستضدات شائعة غير مُمرضة، وتسمى المواد التي تثير حدوث هذه الاستجابة المناعية بالمؤرّجات.
يتدخّل في العملية التحسسية بشكل رئيسي الغلوبولين المناعي E، والأضداد، والهيستامين، إذ تُطلق الخلايا البدينة الهيستامين، وقد تسبب المؤرّجات في بعض الأحيان رد فعل مناعي مفاجئ، وشديد، وربما قاتل عند الشخص المتحسس، وهذا ما يسمى بالتأق.
العوز المناعيبما أن الغدة الزعترية مهمة في عملية تطوّر الخلايا التائية، فإن أي عيب خلقي بتشكّلها، أو تطورها سيؤدي لنقص هام في الخلايا التائية، مؤديًا لأمراض بدئية في المناعة الأولية، إذ يؤدي غياب الغدة الناتج عن طفرة جينية (كما هو الحال في متلازمة دي جورج) إلى عوز مناعي شديد، وإصابات لاحقة بالإنتانات الفيروسية، والأوالي، والفطريات.
وتسبب العيوب التي تؤثر على كل من الخلايا البائية، والتائية عوزًا مناعيًا مشتركًا شديدًا.
ومن الأمثلة على ذلك: متلازمة دي جورج: اضطراب وراثي يظهر مع طيف من الأمراض، وعادة ما يكون سببه حذف قسم صغير من الصبغي 22، ما يسبب فشلًا في تطوّر الجيبان البلعوميان الثالث، والرابع، بالتالي فشل نمو الغدة الزعترية، واضطرابات أخرى مرتبطة بذلك، كأمراض القلب الخلقية، وتشوهات الفم (مثل الحنك المشقوق، والشفة المشقوقة)، وفشل تطور الغدة الدرقية.العوز المناعي المشترك الشديد: مجموعة من الأمراض الوراثية الخلقية النادرة التي تسبب حدوث خلل في عمل الخلايا التائية، والبائية، والقاتلة الطبيعية، وسبب هذه المتلازمات هو طفرات تؤثر على نضج السلائف المكونة للدم، ويؤدي هذا الانخفاض الحاد بالخلايا إلى نقص حاد في تطور الغدة الزعترية، بالتالي ضمورها في النهاية.
أمراض المناعة الذاتية
تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا المضيف بدلًا من المستضدات المرضية، وأحد أهم وظائف الغدة الزعترية هي منع حدوث المناعة الذاتية.
وأحد الأمثلة على تأثيرات الغدة هو مرض الوهن العضلي الوبيل، وهو مرض مناعي ذاتي يُنتج فيه الجسم أضدادًا مناعية ذاتية تستهدف مستقبلات الأستيل كولين في الوصل العصبي العضلي، ويرتبط هذا المرض غالبًا بضخامة في الغدة الزعترية، وكثيرًا ما يكون استئصال الغدة الزعترية مطلوبًا في علاج المرض، إذ إن 70% من مرضى الوهن العضلي الوخيم لديهم ضخامة أو خباثة في الغدة الزعترية.
معرض الصور
💥
جهاز الغدد الصم (الغدة الزعترية هي #4)
💥
الجهاز الليمفي 💥
رسم توضيحي يظهر تطور الأجسام الطلائية الخيشومية. I, II, III, IV. الجيبات الخيشومية. :التجويف الصدري لجنين
========
عقدة لمفاوية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عقدة لمفاوية
الاسم العلمي
nodus lymphaticus (مفرد); nodi lymphatici (جمع)
💥
مخطط لعقدة لمفاوية، يظهر المخطط الجريان خلال الجيب اللمفاوي
تفاصيل
نظام أحيائي الجهاز المناعي
(الجهاز اللمفاوي)
ترمينولوجيا أناتوميكا 13.2.03.001
FMA 5034
UBERON ID 0000029
ن.ف.م.ط. A10.549.400، وA15.382.520.604.412
ن.ف.م.ط. D008198
[عدل في ويكي بيانات ]
تعديل مصدري - تعديل
العقد اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymph node) هي انتفاخات تظهر على مسير الأوعية اللمفاوية لها وظائف مهمة في الدفاع عن الجسم لتشكيلها أنواع من الخلايا المناعية.
يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من العقد اللمفاوية التي يخترقها اللمف بالإضافة إلى الدم، يتراوح وزنها الإجمالي ما بين 600-700غ. يرد اللمف إلى العقد اللمفاوية عن طريق القنوات اللمفاوية الواردة التي تصب في الجيب تحت الغلاف Sinus sous capsulaire ويحتوي هذا الجيب على شبكة مفككة Lache غنية بالبلاعم الكبيرة.
يغمر اللمف أولا المنطقة القشرية التي تحتوي على تجمعات لخلايا لمفاوية خاصة الخلايا البائية، مكوّنة جريبات لمفاوية. وعند الإصابة تتطور هذه الجريبات حيث تتكاثر الخلايا مكونة الخلايا البلازمية Plasmocytes. أما المنطقة الوسيطية (شبقشرية) فتحتوي على خلايا متفرقة، أما المنطقة اللبية فتكون غنية بالخلايا اللمفاوية والخلايا البلازمية المتجمعة على شكل حبال.
البنيةتأخذ العقدة اللمفاوية شكل الكلية أو الشكل البيضوي ويتراوح طولها من 0.1 إلى 2.5 سم. تُحاط كل عقدة لمفاوية بمحفظة ليفية، تمتد داخل العقدة وتشكل التربيق. ينقسم محتوى العقدة اللمفاوية إلى القشرة الخارجية واللب. وتضم الكثير من الخلايا. السرة هي منطقة على السطح المقعر للعقدة اللمفاوية تشكل مخرجًا للأوعية اللمفاوية، ومدخلًا ومخرجًا للأوعية الدموية أيضًا.يدخل اللمف من الجانب المحدب من العقدة اللمفاوية عبر عدد من الأوعية اللمفاوية الواردة، ثم يتغلغل في سلسلة من الجيوب. يصل اللمف بعد دخول العقدة اللمفاوية عبر الأوعية اللمفاوية الواردة إلى المسافة تحت المحفظة التي تسمى الجيوب تحت المحفظة، ثم إلى الجيوب القشرية. بعد عبور القشرة، يتجمع اللمف في الجيوب اللبية. وتصب كل تلك الجيوب في الأوعية اللمفاوية الصادرة التي تغادر العقدة عند السرة الموجودة على الوجه المقعر للعقدة اللمفاوية.
الموقعتوجد العقد اللمفاوية في كل أنحاء الجسم، وتتركز بنسبة أكبر في الجذع وقربه، وتنقسم إلى مجموعات. توجد نحو 450 عقدة لمفاوية لدى البالغين. ويمكن الإحساس ببعض العقد اللمفاوية عند تضخمها (وأحيانًا يُشعر بها دون أن تكون متضخمة)، كالعقد اللمفاوية الإبطية، والعقد اللمفاوية الرقبية في الرأس والرقبة، والعقد اللمفاوية الأُربية بالقرب من ثنية الفخذ. تقع معظم العقد اللمفاوية داخل الجذع قرب البنى الرئيسة في الجسم، كالعقد اللمفاوية حول الأبهر والعقد اللمفاوية الرغامية القصبية. تختلف أنماط التصريف اللمفاوي من شخص لآخر وتختلف أيضًا بين جانبي الجسم.لا توجد عقد لمفاوية في الجهاز العصبي المركزي، فالجهاز العصبي مفصول عن الجسم بواسطة الحاجز الدموي الدماغي. ينزح اللمف من الأوعية اللمفاوية السحائية في الجهاز العصبي المركزي إلى العقد اللمفاوية العنقية العميقة.
الحجم
الحد الأعلى لحجم العقدة اللمفية عند البالغين
الحجم العام 10 ملم
الأربية 10-20 ملم
الحوضية 10 ملم للعقد البيضوية و8 ملم للعقد المدورة
الرقبة
عمومًا-باستثناء العقد خلف البلعوم 10 ملم
العقد اللمفاوية الوداجية ذات البطنين 11 أو 15 ملم
العقد خلف البلعوم 8 ملم
العقد خلف البلعوم الوحشية: 5 ملم
المنصف
المنصفية، عمومًا 10 ملم
العقد المنصفية العلوية والعقد حول الرغامى العلوية 7 ملم
العقد حول الرغامى السفلية والعقد تحت الجؤجؤ 11
العقد البطنية العلوية 6 ملم
العقد خلف الفخذية
العقد حول القلب 8 ملم
الرباط الكبدي المعوي 8 ملم
المنطقة حول الأبهر العلوية 9 ملم
المسافة البابية الكهفية 10 ملم
المنطقة الكبدية البابية 7 ملم
المنطقة حول الأبهر السفلية 11 ملم
الأقسامتنقسم العقدة اللمفاوية إلى حجرات تسمى العُقيدات (أو الفُصيصات)، وتتكون كل منها من منطقة قشرية تندمج بها خلايا بائية جريبية، ومنطقة جانب قشرية مكونة من الخلايا التائية، وجزء لبي. تنقسم مادة العقدة اللمفاوية إلى القشرة الخارجية واللب الداخلي. تتكون قشرة العقدة اللمفاوية من الجزء الخارجي من العقدة، والمنطقة تحت المحفظة والجيب تحت المحفظة. للقشرة جزء خارجي وجزء أعمق يعرف باسم المنطقة جانب القشرية، تتكون القشرة الخارجية من مجموعات من الخلايا البائية المعطلة التي تسمى الخلايا الجرابية. عند تنشيطها، تتطور وتشكل المركز المنتش. تتكون المنطقة جانب القشرية العميقة بشكل رئيسي من الخلايا التائية. وهنا تتفاعل الخلايا التائية بصورة رئيسية مع الخلايا التغصنية، وتكون الشبكة الشبكية كثيفة.
يحتوي اللب على أوعية دموية كبيرة وجيوب وحبال لبية فيها خلايا بلازمية تفرز الأجسام المضادة. يكون عدد الخلايا أقل في اللب.
الحبال النخاعية حبال من الأنسجة اللمفاوية، تشمل الخلايا البلازمية والبلاعم والخلايا البائية.
الخلايا
تعد العقدة اللمفاوية عضوًا لمفانيًا ثانويًا ضمن الجهاز اللمفاوي. توجد الخلايا اللمفاوية في العقد اللمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، تقسم بشكل رئيسي إلى خلايا بائية وخلايا تائية. توجد الخلايا البائية بشكل رئيسي في القشرة الخارجية حيث تتجمع معًا بصفتها خلايا بائية جرابية في الجريبات اللمفاوية، وتوجد الخلايا التائية والخلايا المتغصنة بشكل رئيسي في المنطقة جانب القشرية.
يكون عدد الخلايا أقل في اللب. يحتوي اللب خلايا بلازمية، وبلاعم موجودة في الجيوب اللبية.
باعتبارها جزءًا من الشبكة الشبكية، توجد خلايا متغصنة جرابية في جريب الخلية البائية وخلايا شبكية ليفية في القشرة التي تحتوي خلايا تائية. توفر الشبكة الشبكية دعمًا بنيويًا وسطحًا لالتصاق الخلايا المتغصنة والبلاعم والخلايا اللمفاوية. وتسمح بتبادل المواد مع الدم من خلال الوُريدات البطانية العُليا وتوفر عوامل النمو والعوامل المنظمة اللازمة لتنشيط الخلايا المناعية ونضجها.
جريان اللمف
يدخل اللمف من الجانب المحدب للعقدة اللمفاوية عبر الكثير من الأوعية اللمفاوية الواردة، والتي تشكل شبكة من الأوعية اللمفاوية (ضفيرة). ومن هنا، يمر اللمف إلى المسافة تحت المحفظة (الجيوب تحت المحفظة). ثم يتدفق إلى الجيوب داخل القشرة. بعد عبور القشرة، يتجمع اللمف في الجيوب اللبية. تصب كل هذه الجيوب في الأوعية اللمفاوية الرقيقة وتخرج من سرة العقدة على الجانب المقعر.
تكون هذه القنوات داخل العقدة وتصطف الخلايا البطانية مع الخلايا الشبكية الليفية على جانبيها، ما يسمح بالمرور السلس للسائل اللمفاوي. تستمر بطانة الجيوب تحت المحفظة مع بطانة الوعاء اللمفاوي الوارد ومع الجيوب المماثلة المحيطة بالتربيق والجيوب داخل القشرة. هذه الأوعية أصغر حجمًا ولا تسمح بمرور البلاعم فتبقيها ضمن العقدة اللمفاوية. يمكن تنشيط الخلايا اللمفاوية في سياق الاستجابة المناعية التكيفية.
يوجد عادةً وعاء لمفاوي صادر واحد فقط، وأحيانًا يوجد اثنان. تحتوي الجيوب اللبية خلايا نسيجية (بلاعم غير متحركة) وخلايا شبكية.
تحتوي العقدة اللمفاوية أنسجة لمفاوية، وهي شبكة أو ألياف تسمى الشبكة فيها خلايا دموية بيضاء متشابكة مُندخِلة بالشبكة. تعرف المناطق التي يوجد فيها عدد قليل من الخلايا داخل الشبكة باسم الجيوب اللمفاوية. تصطف على جانبيها الخلايا الشبكية والأرومات الليفية والبلاعم الثابتة.
المحفظة
تشكل الألياف الشبكية الرقيقة (الريتيكيولين) للنسيج الضام الشبكي شبكة داعمة داخل العقدة. تتكون محفظة العقدة اللمفاوية من نسيج ضام كثيف غير منتظم وبعض ألياف الكولاجين البسيطة، ويمتد عدد من التبارزات الغشائية أو الترابيق من سطحها الداخلي. تمر الترابيق إلى الداخل، وتأخذ شكلًا شعاعيًا نحو مركز العقدة، وتصل حتى ثلث أو ربع المسافة بين المحيط ومركز العقدة اللمفاوية. في بعض الحيوانات، تكون الشبكة التربيقية محددة بشكل جيد فتقسم الجزء المحيطي أو القشري إلى عدد من الحجرات (العُقيدات)، ولكن هذا التقسيم غير واضح عند البشر. تنقسم الترابيق الأكبر المنبثقة من المحفظة إلى حزم أصغر، تتشابك فيما بينها فتشكل شبكة في القسم المركزي أو اللبي من العقدة اللمفاوية. تحتوي هذه المسافات التربيقية التي شكلتها الترابيق المتشابكة مادة العقدة اللمفاوية أو الأنسجة اللمفاوية. إلا أن لب العقدة لا يملأ الفراغات بالكامل، ويترك بين حدوده الخارجية والتربيق المحيط به قناة أو مسافة ذات عرض ثابت. تُسمى تلك المسافة الجيب تحت المحفظة (المسار اللمفاوي أو الجيب اللمفاوي). وتمر عبره عدد من الترابيق الدقيقة للألياف الشبكية، المغطاة في الغالب بالخلايا المتشعبة.
انظر أيضاًقائمة العقد اللمفية في جسم الإنسان
No comments:
Post a Comment